الاثنين، 7 مايو 2012

رحلة إحلال وتجديد الروح


كل شئ كان يشوبه الضباب والتخبط.  كنت محتارة وحزينة لما أراه وأسمعه فيما يحدث فى مصر ولمصر ولشعبها وأهلها من شعبها ومن أهلها .. ومن الخارجين والحاقدين. 
أتساءل فى الحكمة فى أن يمضى العمر والوقت هكذا بلا عمل حقيقى يدر دخلا معقولا يعين الإنسان فى الفترة القادمه ويحميه ويحصنه من الحاجة الى أحد.  لقد مضت سنوات العمر وسنوات العمل وأنا أنفق هنا وهناك وأتصور انه لازال هناك الوقت لكى أعمل وأدخر ولم أعمل حسابا جديا ليوم يقول لى العمل "كفاية كده".
أبحث عن معنى الصداقة وقيمتها وهل حقا وجدت الصديقة التى أرتكن إليها وأبثها آلامى وحيرتى أم الكل غارق حتى أذنيه فى همومه ومشاكله.
كثير من الأسئلة ترن فى عقلى عن معنى الحياة وقيمتها وهل هى حقا تستحق منا كل هذا العراك وهذا الخلاف.  وهل حققت ماأرادت!! وهل فخورة بإنجازاتى فى الحياة!! وهل وألف هل!!  وهل مستعده للرحيل والذهاب!!
وسط هذه الحيرة والإرتباك جاءتنى الإجابه بالذهاب الى رحلة إحلال وتجديد للروح.. رحلة للبداية من جديد.. رحلة للتطهر وطرح الآسئلة وترك الإجابة للمولى عز وجل.. جاءت رحلة العمرة.
رغم أن هذه هى المرة الثالثة للذهاب الى العمرة والتى سبقتها رحلة الحج.. الآ أنى شعورى وسعادتى بهذه الرحلة إختلف عن كل سابقتها.. هل لآن العمر مضى وسنوات الشباب والطيش والتهور إبتعدت وأقتربت مرحلة أخرى وحياة أخرى.. ربما!!
شعرت بسعاده لاحدود لها وأمدنى الله عز وجل بطاقة لاأستطيع وصفها كى أستيقظ كل فجر لصلاة الفجر.. وأسرع الخطى حتى لاتفوتنى.  أمدنى بنشاط كى أواظب على الصلاوات الخمس فى مواعيدها.  أعطنى إيمانا فى أن أصوم.  وأعاننى الله على أن أختم المصحف مرتين.. مرة فى مكه ومرة فى المدينه.
والآهم اضاء قلبى وروحى بنورورضا وشكر كنت أعجز عن الوصول إليه او الحصول عليه.
وإستطعت خلال رحلتى أن أتعلم وأكتسب فضيلة الصبر.. الصبر على الناس وعلى ضيق أفقهم وضيق صدورهم.  كثيرا ماوجدت نساء يتأففن من مساعدة الأخريات. نساء لايردن أن يفسحن مكانا للآخريات حتى تصلى.  وجدت تزاحما على الماء وعلى دورات المياه وصل الى حد الدهس بالأقدام فى الروضة الشريفة.  رأيت إهدارا لاحد له لماء زمزم.. النساء يقمن بالتوضؤ به إيمانا منهن أنه للتطهر وللشفاء.  رأيت إلقاء القمامة فى الشارع وعدم الكياسة فى التعامل والجفاء وإختفاء البسمه من على وجوه الكثيرات.. للآسف!!
رأيت العالم الإسلامى هناك.. العالم الإسلامى بقوته وكثرته وتعدده، بإختلاف أزياءه ولغته وطقوسه ولكنه يجتمع فى إيمانه وحبه لله ولرسوله العظيم عليه أفضل الصلاه والسلام.  وتساءلت ولما نحن بهذه القوه وهذا الحجم لماذا لاننجح!! لماذا لانعبر من الجهل والتخلف الى العلم والتقدم.. ونحن نملك أهم شئ ومالايملكه غيرنا... الإيمان والعقيدة.
الإجابة تكمن فى عدم النظام وإختفاء روح الفريق والإكتفاء بالدين بطقوسه وليست روحه القائمة على التعاون وعدم الأثره والإيثاروإحترام الآخرين.
ثم ماذا بعد؟؟ قال لنا الشاب المشرف على الرحلة يجب أن نقرر أن نكون إنسانا جديدا ولايمكن أن نعود الى وطننا دون تغيير وكأن شيئا لم يحدث.  والحقيقة أنى لم أكن فى حاجة الى ذلك.  فالتغيير يحدث بل ويلبسك وتشعر بقوة العقيده وجدوى الآيمان وتجد نفسك بحاجة الى أن تبتعد عن الصغائر وترقى فوق التفاهات.
وهأنذا منذ حضورى من اسبوع مضى حيث تجددت الروح وحل محلها روحا جديدة يملؤها الحب والرضا والأمل أشعر بعدم رغبة فى أن أغادر جدارن بيتى وكأنى أخشى على روحى الجديده أن تطالها المدنيه والعصريه والشلليه والثورجية .. فإلى متى سأتسطيع أن أحافظ عليها!!